توطين المعرفة في القطاع غير الربحي

توطين المعرفة في القطاع غير الربحي

من أهم عوامل النجاح في المؤسسات واستمراريتها، والزيادة في معدلات الإنتاجية لإيجابية، واستمرارية رسالتها وأهدافها هو توظيف الخبرات والمعارف لموظفيها بالشكل الأمثل، وتسخيرها والاستفادة منها لتعزيز خبرات جديدة، ورفع كفاءة الموظفين الآخرين؛ مما يعزز ويواكب التنافسية في عالم الأعمال الغير الربحية في المملكة إلي يتميز بالتطورات والتغيرات المستمرة.

ولذلك ركزت استراتيجية الوقف: على إيجاد بيئة تنافسية مبنية على تعظيم الأثر وتعزيز الابتكار في التعامل مع المجتمعات المحلية بما يحقق الازدهار بعيد المدى لها. وقد التزمت أوقاف العرادي الخيرية بسياسة التوطين في السعودية، على استقطاب أصحاب المهارات العالية الخبرات الرفيعة.

وإيمانا منها بهذا التوجه فقد أطلقت برنامج (توطين المعرفة) من خلال المبادرتين:

ملازمة الخبير وتطوير قدرات القطاع غير الربحي بهدف توظيف خبرات جديدة وواعدة في مجال تمكين المجتمعات المحلية، لتوليد الكفاءات والحفاظ عليها على مستوى منطقة تبوك وبالتالي على مستوى القطاع غير الربحي في المملكة.

يتقاطع البرنامج مع أحد أهم وأهداف المركز الوطني لتنمية القطاع غير ربحي في الهدف، وأهداف صندوق دعم الجمعيات في الهدف، تمكين الجمعيات من جذب الموظفين والمتطوعين المتميزين وتطويرهم والاحتفاظ بهم في دور هذا القطاع غير الربحي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يهدف المشروع إلى نقل المعرفة وتوطينها في مجال التمكين المجتمعي والتخطيط التنموي التشاركي والمشاركة المجتمعية لدى الشركاء المحليين والعاملين والمهتمين في القطاع غير الربحي في محافظات ضباء والوجه وأملك بالإضافة إلى مدينة تبوك من خلال ثلاث مبادرات ضمن برنامج التمكين المجتمعي:

الأولى: ملازمة الخبير التنموي:

وقد سميت هذه المبادرة نسبة إلى خبير التنمية والتمكين المجتمعي في العرادي الخيرية، والذي اكتسب خبرة واسعة في التعامل مع المجتمعات المحلية في منطقة تبوك حيث عايش واندمج مع هذه المجتمعات المحلية واكتسب خبرة عميقة في تنمية المحافظات, ستتم الملازمة وفق برنامج مهاري ومعرفي ومتابعة مستمرة لمدة سنة كاملة، وقد تم استهداف (12) مرشحا لهذه المبادرة في المناطق المستهدفة وبعد تخرج الإخصائيين سيتم إدماجهم مع الجهات الأهلية في مناطق الاستهداف لينقلوا خبراتهم لها وليساهموا في تنمية محفظاتهم من خلالها، مما يعكس أهمية القطاع غير الربحي في المملكة وخاصة في سياق سياسة التوطين في السعودية التي تهدف إلى زيادة نسبة التوطين وتعزير دور القطاع غير الربحي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

الثانية: توطين المعرفة من خلال تطوير قدرات القطاع غير الربحي:

نهجت أوقاف العرادي الخيرية في برنامج تمكين المجتمعات المحلية نهج التطوير المستمر لفاعلية القطاع غير الربحي في السعودية وتعزيز قدرات الجمعيات الأهلية من خلال إدماجها وشراكتها في البرنامج وتوطين المعرفة وصناعة الخبراء. وتعتبر أوقاف العرادي جزءًا مهمًا في دعم سياسة التوطين في السعودية والسعي نحو زيادة نسبة التوطين في العمل الخيري.

فبناء القدرات وتطويرها يدور مع مراحل البرنامج جميعها ابتداءً من التهيئة المجتمعية وانتهاءً بتدشين الخطة التنموية، فلكل مرحلة من مراحل البرنامج مؤشرات تدل على تطوير. ويمثل القطاع غير الربحي أداة حيوية للتنمية، حيث يساهم القطاع غير الربحي في المملكة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولا سيما أن دور القطاع غير الربحي في التنمية يعزز من قيم المشاركة والتكافل الاجتماعي.

الثالثة: توطين المعرفة من خلال اختيار شريك محلي يتم تدريبه على إدارة مبادرة ملازمة الخبير:

حيث يتم نقل الخبرات في إدارة ومتابعة المشروع إلى شريك محلي وهي جمعية تمكين المجتمعات المحلية