يهدف هذا المنتج  الى بناء وثيقة تصور شامل لمنهجية إنشاء مراصد التنمية الاجتماعية في مناطق المملكة العربية السعودية، وترتكز الوثيقة على رؤية واضحة لأهداف المرصد الرئيس والمراصد المحلية في قياس ورصد مؤشرات التنمية الاجتماعية بالمملكة، واستخدام هذه المؤشرات في تكوين قيمة مضافة من البيانات والمعلومات والمؤشرات، بما يخدم متخذ القرار في الوصول إلى قرارات تعتمد على بيانات موثوقة ودقيقة.

وتتناول الوثيقة الخريطة الاستراتيجية لإنشاء مراصد التنمية الاجتماعية المحلية، حيث تتألف الوثيقة من قسمين رئيسيين، ويستعرض القسم الأول منها الخطة الاستراتيجية لإنشاء المراصد والتي تقدم في البداية رؤية المملكة 2030 ودور المراصد الاجتماعية المحلية في هذه الرؤية، يلي ذلك عرض للتجارب الدولية في مجال إنشاء المراصد المشابهة ومن ثم الانتقال إلى تحليل الوضع الراهن والذي يتناول الفرص والمخاطر المرتبطة  بإنشاء وتشغيل المراصد، وتحديد المهام وأهداف المرصد وتعريف الشركاء والمستفيدين، وينتهي هذا القسم ببيان الهيكل التنظيمي للمراصد المحلية والذي يوضح التخصصات والمهارات المطلوبة للكوادر البشرية العاملة بها.

أما بالنسبة للقسم الثاني فيتناول الخطة التنفيذية لعمل المراصد حيث توضح الخطة محاور العمل والأنشطة المختلفة وأدوات العمل المستخدمة في المراصد المحلية وصولاً إلى المخرجات المحددة التي يقترح أن يقوم المرصد بإنتاجها وذلك وفقا للمراحل التي ستعمل المراصد من خلالها، حيث تم تقسيم عملية إنشاء المراصد المحلية إلى مرحلتين زمنيتين للتأسيس قبل مرحلة الانطلاق، ويتم إنتاج المخرجات وفقا لخطة محددة موزعة على هذه المراحل.

وقد استفادت هذه الوثيقة بشكل كبير من المناقشات والمداخلات التي تمت خلال ورشة عمل «تأسيس المراصد الاجتماعية وبناء مؤشراتها»، والتي عقدها المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) بالتعاون مع المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية بمدينة الرياض يوم 15 جمادى الأول 1437هـ الموافق 24 فبراير 2016م، برعاية معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي (قبل التعديل الوزاري الأخير). حيث شارك في الورشة خبراء من داخل المملكة وخارجها. وقد اشتملت المناقشات التي دارت بالورشة على أسئلة الاستبيان الذي تم إعداده مسبقا (مرفق نموذج الاستبيان)، وكذلك المناقشات المطولة التي أجراها فريق العمل بالقاهرة حيث كان لهذه المناقشات ولآراء المشاركين فيها الفضل الكبير في تطوير مكونات هذه الوثيقة.